صورة تمثل المسيحي الذي اشترى رأس الإمام الحسين عليه
السلام و هو في طريقه الى الشام حيث أخذ الرأس و راح يقبله و يقول (عجبا من أمةٍ
قتلت ابن بنت نبيها).
روي أنه بينما كان جيش ابن زياد في طريقهم إلى الشام نزلوا منزلاً فيه دير
راهب فرفعوا الرأس ( رأس الإمام الحسين ) على قناة طويلة إلى جانب دير الراهب.
فلمَّا عسعس الليل سمع الراهب للرأس دويّاً كدويِّ النحل ، و تسبيحاً و تقديساً
، فنظر إلى الرأس و إذا هو يسطع نوراً قد لحق النور بعنان السماء ، و نظر إلى باب
قد فتح من السماء و الملائكة ينزلون كتائب كتائب و يقولون : ** السلام عليك يا أبا عبد الله ، السلام عليك يا ابن رسول الله
**
فجزع الراهب جزعاً شديداً و قال للعسكر : و ما الذي معكم ؟
فقالوا : رأس خارجيٍّ خرج بأرض العراق فقتله عبيد الله بن زياد.
فقال : ما اسمه ؟
قالوا : اسمه الحسين بن علي.
فقال الراهب : ابن فاطمة بنت نبيّكم و ابن عمِّ نبيِّكم ؟
قالوا : نعم.
قال : تبّاً لكم !! و الله لو كان لعيسى ابن مريم ابن لحملناه على أحداقنا
، و أنتم قتلتم ابن بنت نبيِّكم !
ثمَّ قال : صدقت الأخبار في قولها : إذا قتل هذا الرجل تمطر السماء دماً
عبيطاً.
و لا يكون هذا إلاَّ في قتل نبيٍّ أو وصيّ نبيٍّ.
ثمَّ قال : لي إليكم حاجة.
قالوا : و ما هي ؟
قال : قولوا لرئيسكم : عندي عشرة آلاف درهم ، ورثتها عن آبائي ، يأخذها مني
و يعطيني الرأس يكون عندي إلى وقت الرحيل، فإذا رحل رددته إليه.
فوافق عمر بن سعد ، فأخذ الرأس وأعطاهم الدراهم.
و أخذ الرأس فغسله و نظَّفه و طيَّبه بمسك ، ثمَّ جعله في حريرة و وضعه في
حجره ، و لم يزل ينوح و يبكي و هو يقول : أيُّها الرأس المبارك ! كلِّمني بحقِّ
الله عليك.
فتكلَّم الرأس و قال : ما تريد مني ؟ قال : من أنت ؟ قال : أنا ابن محمّد المصطفى ، أنا ابن علي المرتضى ، أنا ابن فاطمة
الزهراء ، أنا المقتول بكربلاء ، أنا الغريب العطشان بين الملا.
فبكى الراهب بكاءاً شديداً ، و قال : سيدي ! يعزُّ و الله أن لا أكون أوَّل
قتيل بين يديك.
فلم يزل يبكي حتى نادوه وطلبوا منه الرأس
فقال : يا رأس ! و الله لا أملك إلاَّ نفسي ، فإذا كان غداً فاشهد لي عند
جدِّك محمّد أني أشهد أن لا إله إلاَّ الله وأن محمّداً عبده ورسوله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق